السعودية ... المفتاح والمغلاق
المملكة العربية السعودية وحدها مَن يمسك بكل الخيوط في الجنوب وهي من تقرر مصيره. وكل القوى والشخصيات السياسية ليست اكثر من احجار على رقعة شطرنج المملكة والملك، حتى وإن نطحوا ورمحوا بعيدا بالتصريحات الإعلامية الصاخبة ،فهم يعرفون هذه الحقيقة جيدا ولكنهم يستغفلون اتباعهم بفرقعات اعلامية بين الحين والآخر حتى يبقونهم في حالة تنويم إعلامية وموات سياسي أطول مدة ممكنة ،كما يرتعبون من مصارحة ومجابهة السعودية.
فكل القوى العظمى، والإقليمية الوازنة التي قد تفكر بدعم توجه الجنوب نحو استعادة دولته لن تستطيع تجاوز المملكة او التضحية بمصالحها الاقتصادية الحيوية في دولة غنية محورية كالمملكة تتمتع بحضورها السياسي الدولي الطاغِ وبرمزيتها الدينية الكبيرة،وبالتالي سيكون استحالة ان تضحي هذه الدول بمصالحها وتغامر بالصدام مع الرياض من اجل الجنوب،فالدول مصالح، وليس أمام الانتقالي بالتالي سوى مكاشفة الناس بهذه الحقيقة، وتقبيل اليد السعودية بعد ان عجز عن مصارعتها ،فضلاً عن ثنيها، للظفر بمكسب سياسي يمكن انتزاعه ،بدلاً من الهروب إلى تسجيل ترندات جوفاء زائفة.
ف حتى الإمارات العربية المتحدة ،الدولة الأبرز الداعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي لن تخسر علاقتها السياسية الإستراتيجية المصيرية مع السعودية وتذهب بعيدا بدعمها للانتقالي أكثر مما تقوم بها من دعم منذ تشكيله-على افتراض طبعا انها اي الامارات جادة حقا بدعم مشروع استعادة دولة الجنوب - وبإنها ستضحي كذلك بشريكها الوحدوي "المؤتمر الشعبي العام، جناح العميد طارق صالح"، فهذا الامر غير متوقع.فابوظبي استطاعت ببراعة منذ بداية الحرب الجمع بين النقيضين: وحدوية الشماليين وانفصالية الجنوبيين... أشبه بحالة الجمع بين الاختين.
إذن المملكة العربية السعودية هي بوابة الحل وكلمة المرور ومفتاحا ومغلاقا للجنوب والشمال أيضا ولمعظم دول المنطقة، فهي بالوقت الراهن ليست على استعداد ان تعمل على مساعدة الجنوب على استعادة دولته السابقة، بل تعمل العكس تماما، تقوض كل مسعٍ لذلك، وتقوي شوكة أطراف مناوئة له " في حصرموت نموذجا"، ولكن هذا لا يعني بالمقابل انها تعمل على إبقاء الوحدة اليمنية كما كانت، فالمصلحة السعودية هي العنوان البارز التي تتحرك تحته المملكة، ولسان حالها: ( لا انفصال يتحقق ولا وحدة تبقى). ومن يقول لكم غير هذا فهو إمّا يجهل الواقع او يستغفل البسطاء ويستحف بعقول السُذّج.