.
إلى طالبات كلية البنات بخورمكسر  في أول مسيرات جهرية تندد بسياسة المستعمر البريطاني في عدن ورقة رفض شجاعة لوّحت بها طالبات في أعمار ١٧ عاما أودعن السجون وتحاكمن وتحققت مطالبهن.
إلى كل نساء الحركة الوطنية اللاتي نفذن اعتصمات المساجد ومسيرة الزحف ضوب المحلي التشريعي .
إلى مناضلات حرب التحرير في عملهن السري والميداني.
"سهل أن تبني وطنا تهدّم 
صعب أن تعيد بناء إنسانا تحطّم "
كانت هذه خلاصة جولتي الأولى في جمع أشلاء الذكريات الملوّنة آنذاك بكل الوان الامل .
كان لابدّ من الاجتراء و القرب من ملامسة ماض نُصب عليه جدار صمت عجز حتى عن مداعبة الصدى .
كم سعدت ودمعت فرحا وأسى حين ناكشت مخاييل النساء لتنساب الذكريات ملوّنة بكل ألوان الفرح لوصال طال انتظاره فكان لي شرف القطاف .
أما الحرث فقدكان شاقا بدرجة ترقى لمستوى التلذذ
لم يكن الإمتاح من ذاكرة المناضلات يسيرا فإن تحرث في ذاكرة إنسان يجب 
 أن تعلم مسبقا  أن الذاكرة فضاء شاسع للمحو لهذا تعددت الشاهدات والشهود لتعييني على البحث عن مسار الفعل النسائي وحجم حضوره في مراحل التنوير والتحرير آنذاك .
كانت تلك اللحظات كما أسميتها مناجاة الصمت الرهيب ، لحظات مفعمة بالتشظي بين الغياب والفقد والتهميش والتمزّق جُمعت كلها مابين الآن والتذكّر في حيز زمكاني وشخوص كانت تتحرك أمامي بقوة القول والفعل وانسكابات ذاكرة مخضّلة بالتذكّر المندّى بالدمع .
كتاب نساء عدن تنوير وتحرير شاهد على تاريخ المرأة النضالي 
كل سنة وانتن شتلات ورد وعطر ثورة لايبلى ضوعها.