الخيمة ستغدو جزءًا منّا

أنا من أبناء محافظة رفح، المدينة التي مُسحت عن الخارطة، ولم يُترك فيها حجرٌ على حجر. وليس الحال في رفح سوى مرآةٍ لما جرى في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والشجاعية والزيتون، والمدن الشرقية من خانيونس؛ فكلها تشترك في الوجع ذاته، وكلها فقدت المأوى والذاكرة معًا.
أكثر من نصف الشعب الغزي اليوم بلا بيت، تائهون بين خيمةٍ وأخرى، يتقاسمون السماء سقفًا والوطن حلمًا مؤجّلًا.

وإن كان إعمار غزة سيأتي، فلن يكون في يومٍ أو ليلة، فقد شهدنا في الماضي كيف استغرقت مراحل الإعمار سنواتٍ طويلة، ولم يكن الدمار حينها كما هو اليوم.

بصراحةٍ مؤلمة:
الخيمة ستغدو جزءًا منّا، ستصبح رمزًا لمرحلةٍ كاملة، وسيولد جيلٌ جديد لا يعرف معنى البيت إلا من خلال حدود قماشٍ مهترئ تحيط به الرياح من الجهات الأربع.
جيلٌ سيحمل الخيمة في ذاكرته كما نحمل نحن مفاتيح بيوتنا المهدّمة.

صفاء عودة
رفح، غزة
12 اكتوبر 2025