هاني البيض: مأزق خطاب الإنتقالي بين تناقضات الخطاب السياسي وبين إدارة الحرب وخيارات المستقبل
صوت عدن / خاص :
اوضح الناشط الحقوقي الأستاذ هاني علي سالم البيض في منشور له على موقع "إكس" مأزق خطاب الإنتقالي بين تناقضات الخطاب السياسي وبين إدارة الحرب وخيارات المستقبل .. فيما يلي نص المنشور:
بين معارك الحاضر ورهانات الغد مأزق خطاب الانتقالي !
تناقضات الخطاب السياسي بين إدارة الحرب وخيارات المستقبل،،
التذبذب في الخطاب السياسي الجنوبي يفقده مصداقيته أمام الداخل والخارج معًا
لماذا ؟
لأن التناقض واضح بالنسبة للمجلس الإنتقالي الواقع بين شرعية المرحلة وحلم إستعادة الجنوب والمطالبة بالإنفصال أو فك الارتباط ..
ويظهر ذلك بوضوح في مدى تناقضات الخطاب السياسي بين الرغبة في ادارة ملف الحرب وخيارات المستقبل على حد سواء !
وفي هذا نقول ان المشاركة في مؤسسات الدولة بحجة إدارة الحرب وتوفير الخدمات يتعارض منطقياً مع السعي الموازي لنسف شرعية هذه الدولة نفسها تحت شعار حق تقرير المصير مثلاً ،،
ثم انه لا يمكن الجمع بين العمل كجزء من الدولة ومؤسساتها وفي الوقت نفسه المطالبة بإسقاط وحدتها أو التهديد بتفكيكها !
إن الشرعية السياسية ومشروعية العمل الوطني تقوم على وضوح المشروع : أما إصلاح الدولة من الداخل وفق قواعد دستورية وتشريعية ووفاق وطني أو الخروج من هذه المنظومة والانخراط في مسار تفاوضي مستقل !! ثم تجاهل التعقيدات الإقليمية والدولية !
الحديث عن وجود شعبين وحالتين سياسيتين مع السعي لتقرير المصير برعاية أممية يتجاهل حقيقة أساسية وهي أن القوى الإقليمية والدولية لا ترى في الإنقسام أي مصلحة إستراتيجية الآن ! بل تميل إلى مقاربات تحفظ الإستقرار وتمنع تفكك المشهد أكثر مما هو عليه ولازال يمثل الحق الجنوبي مصدر قلق أوربي وأميركي مزمن وتراها بعض الدول في المنطقة على أنها قد تؤدي إلى فوضى إضافيه ،،
ثم أن الجنوب نفسه اليوم ليس كتلة واحدة ، فهناك مكونات وقوى وتباينات مناطقية وحزبية عميقة للأسف !!
أن أي عملية تقرير مصير لا يمكن أن تتم دون توافق وطني أوسع يضم القوى المشتركه في العملية السياسية اليوم بالجنوب والشمال معاً لأن الأمن والإقتصاد والجغرافيا مترابطة ولا يمكن فصلها بقرار أممي فوقي !
كذلك هو ازدواجية المشاريع وغياب الرؤية المؤسسية فالحديث عن مشروعين ( الانتقالي الجنوبي مقابل الدولة الاتحادية) يختزل الحلول في معادلة صفرية بينما الواقع وكل التطورات والمستجدات والاحداث التي انتظمت خلال العشر سنوات الأخيرة تفرض مساراً ثالثاً : 👇🏼👇🏼
((مشروع وطني جامع يقوم على إصلاح شكل الدولة ، توزيع السلطة والثروة بشكل عادل وضمان الحكم المحلي الواسع الصلاحيات يمهد لامكانية قيام نظام فيدرالي ناجح فيما بعد قابل للتحقيق ))
لذلك لابد من دمج كل القوى الوطنية في عملية سياسية متكاملة لا تستثني أحداً ولا تفرض حلولاً أحادية باسم الجنوب أو الشمال .
لان الحلول الثنائية الضيقة تنتج صراع مشاريع بينما المطلوب هو رؤية شاملة تتجاوز الانقسامات إلى عقد اجتماعي جديد يؤسس لشراكة وطنية عادلة ويوازن بين ضرورات الاستقرار ومتطلبات التنمية ويستجيب لمتغيرات الإقليم والعالم بروح واقعية ومسؤولية تاريخية ..
لذلك نكرر دائما ..
إنّ اختزال الأزمة في انقلاب أو احتلال أو تصور الحل كأنه مجرد تقرير مصير برعاية أممية فقط يقفز على حقائق الجغرافيا والتاريخ والسياسة بعد 35 عامًا من الوحدة متجاهلًا أنّ هذه المرحلة تجاوزت في عمرها كامل تجربة الدولة الجنوبية السابقة المقدرة ب 23 عاماً (1967–1990)
واخيراً وبكل محبة وصدق واحترام أقول للجنوبيين يبقى الجنوب قلب أيّ مشروع وطني ناجح .. وركيزةً لأيّ مستقبل يتجاوز الأزمات إلى بناء دولة عادلة ومستقرة .
تحياتي للجميع تحية عقلانية وواقعية
تُعلي صوت الوطن الكبير ومصلحة الشعب فوق ضجيج المغامرات والرهانات الضيقة !